بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، سأستعمل حقي
كاملاً في الحرية فأرتدي سترةً من الصوف، صفراء، فاقع لونها، ولن آبه لمن تقول
"الأسود يليق بك".
سأتساوى مع الأطفال وأسرق منهم ضحكة صباح - اضطرارية
- أستعين بها على قضاء يومي. سأرفض تدخل قهوتي التعسفي في حياتي وأستبدل بها -
وبمطلق إرادتي - كوبَ شاي دون سكر.
وسأستولي على الحد المسموح به للاستهلاك الشخصي من ألواح الشوكولا؛ تباً للمحظورات! ولتأمين سلامتي الشخصية وسلامة أعصابي سأغير وجهتي والطرقات المعتادة كي لا أعلق في زحام الشوارع.
سأطالب بالوفير من الراحة، وأتقاعس - دون أدنى شعور بالذنب - عن القيام بواجباتي اليومية (كيّ الملابس على وجه الخصوص). ولن أسمح للمسلسل التركي أن يعذبني في موعده اليومي كما يفعل منذ أكثر من عام (آمل أن المعلومة صحيحة، هل مر عام حقاً(!.
وإمعاناً في حقي بالمعرفة؛ سأقوم بإحصاء عدد المناسبات التي يحتفل بها العالم دون أن يزيد ذلك أو ينقص من معاناة المعذَبين، فعيد العمال - مثلاً -لا يفيد العمال سوى بيوم العطلة.
سأرضخ أمام قوانين الطبيعة وإرادة المنخفض الجوي، وأشعر بالبرد كما يشعر الآخرون. وسأرفض - ليوم واحد على الأقل - استعباد برامج الريجيم والحمية الصحية والكعب العالي ومستحضرات التجميل وسيطرتها على أنوثة حياتي.
أما حرية رأيي وتعبيري المكفولان بالمادة 19 من ميثاق حقوق الإنسان، فسأمارسهما وأمتنع عن الكتابة في شأن سوريا، خاصة وأن الكلمات لا تقدم حلولاً.
قررتُ أن أمارس حريتي كاملة، وتلك كانت حدودها وسقفها الأعلى. حريتي التي تجعلني أنحني بل وأكاد أجثو؛ فقط كي أمر من تحتها دون أن تفتك بي، ولست الوحيدة التي تشعر بالعجز أمام سعة الطموح وضيق الواقع، إذ أشارت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اليوم إلى أن "مشكلة اللاجئين تصدرت انتهاكات حقوق الإنسان هذا العام، حيث بلغ عدد اللاجئين في العالم 15 مليون شخص، وفي مقدمتهم اللاجئون السوريون، أما الفقراء فقد تجاوز عددهم 45 مليون شخص".
نعم؛ تُنتهك حقوق البشر كل يوم... بل كل لحظة، أمام مرأى عالم يبالغ في ادعاء الدهشة والبراءة، مما يجعلني عاجزةً عن معرفة مصير الحقوق وارتباطها الفعلي بالإنسان. ويجعلني عاجزةً عن معرفة السلطة الحقيقية التي تقود هذا العالم المتهالك والسائر إلى حتفه بثبات!
وسأستولي على الحد المسموح به للاستهلاك الشخصي من ألواح الشوكولا؛ تباً للمحظورات! ولتأمين سلامتي الشخصية وسلامة أعصابي سأغير وجهتي والطرقات المعتادة كي لا أعلق في زحام الشوارع.
سأطالب بالوفير من الراحة، وأتقاعس - دون أدنى شعور بالذنب - عن القيام بواجباتي اليومية (كيّ الملابس على وجه الخصوص). ولن أسمح للمسلسل التركي أن يعذبني في موعده اليومي كما يفعل منذ أكثر من عام (آمل أن المعلومة صحيحة، هل مر عام حقاً(!.
وإمعاناً في حقي بالمعرفة؛ سأقوم بإحصاء عدد المناسبات التي يحتفل بها العالم دون أن يزيد ذلك أو ينقص من معاناة المعذَبين، فعيد العمال - مثلاً -لا يفيد العمال سوى بيوم العطلة.
سأرضخ أمام قوانين الطبيعة وإرادة المنخفض الجوي، وأشعر بالبرد كما يشعر الآخرون. وسأرفض - ليوم واحد على الأقل - استعباد برامج الريجيم والحمية الصحية والكعب العالي ومستحضرات التجميل وسيطرتها على أنوثة حياتي.
أما حرية رأيي وتعبيري المكفولان بالمادة 19 من ميثاق حقوق الإنسان، فسأمارسهما وأمتنع عن الكتابة في شأن سوريا، خاصة وأن الكلمات لا تقدم حلولاً.
قررتُ أن أمارس حريتي كاملة، وتلك كانت حدودها وسقفها الأعلى. حريتي التي تجعلني أنحني بل وأكاد أجثو؛ فقط كي أمر من تحتها دون أن تفتك بي، ولست الوحيدة التي تشعر بالعجز أمام سعة الطموح وضيق الواقع، إذ أشارت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اليوم إلى أن "مشكلة اللاجئين تصدرت انتهاكات حقوق الإنسان هذا العام، حيث بلغ عدد اللاجئين في العالم 15 مليون شخص، وفي مقدمتهم اللاجئون السوريون، أما الفقراء فقد تجاوز عددهم 45 مليون شخص".
نعم؛ تُنتهك حقوق البشر كل يوم... بل كل لحظة، أمام مرأى عالم يبالغ في ادعاء الدهشة والبراءة، مما يجعلني عاجزةً عن معرفة مصير الحقوق وارتباطها الفعلي بالإنسان. ويجعلني عاجزةً عن معرفة السلطة الحقيقية التي تقود هذا العالم المتهالك والسائر إلى حتفه بثبات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق